الثلاثاء، 20 يوليو 2010

اسطنبول التي يقسمها البوسفور وتجمع قارتين

المستقبل - الجمعة 16 تشرين الثاني 2007 - العدد 2794 - الصفحة الأخيرة - صفحة 24

http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=261467


اسطنبول ـ أنيس محسن
هي المدينة الموغلة في التاريخ.. عروسة البوسفور التي بدأت مدينة لقسطنطين وعاصمة بيزنطيا وخربتها الزلازل والصليبيون، وأهملت كثيرا. شاء العثمانيون الذين فتحوها ان تكون عاصمة سلطنتهم، فأحيوها ووصموها بطابعهم الخاص، فنا اسلاميا ومكانا للقاء الثقافات والقوميات والأديان بلا تفرقة، وجعلوها اسطنبول "المدينة ـ العالم" (استابوليس).
اسطنبول هي المدينة الوحيدة في العالم التي بنيت في قارتين (اوروبا وآسيا) على جانبي مضيق البوسفور حيث تختلط فيه مياه البحر الاسود بمياه بحر مرمرة والقرن الذهبي. وتلك "المدينة الدولة" ليست للتاريخ فحسب، بل هي مدينة تنبض بالحيوية، حيث النشاط المستمر والحركة التي لا تتوقف.
الآن، اسطنبول ليست عاصمة للدولة التركية، اداريا، لكنها عاصمة فعلية، اقتصاديا وثقافيا وسياحيا، وحتى سياسيا، وهي وإن قسمها البوسفور جهتين، فإنها تجمع قارتين بمدينة هي بمثابة دولة، تتسع لـ 11.3 مليون نسمة وفق الاحصاءات الرسمية وبأكثر من ذلك اذا أخذ بالاعتبار الزحف اليومي من المدن الاخرى للعمل فيها وتقاطر السياح من مختلف ارجاء المعمورة لمشاهدة عظمة التاريخ فيها والتلذذ بحياة الترف والليل في ملاهيها. وهي ايضا تؤمن 22% من الدخل القومي لتركيا و45% من مجمل الصادرات والواردات للدولة.
قصور اسطنبول وجوامعها الضخمة ونوافيرها الكثيرة متعددة بتعدد سلاطينها الـ19، ومن اجملها قصر "توب كابي" (باب المدفع) الذي منه دخل السلطان محمد الفاتح بيزنطية وحكمت السلطنة المترامية الاطراف من اقصى الشرق الى قلب اوروبا وحتى اطرافها وصولا الى حدود روسيا، و"المسجد الازرق" (مسجد السلطان أحمد) بمآذنه الست ونوافذه الـ260 وقطع الزجاج والسيراميك الملون خصوصا بالأزرق والتي تبلغ نحو 20 الف قطعة، ما يجعله اكثر أبنية اسطنبول جمالا وروعة، وكان استغرق بناؤه سبع سنوات بين عامي 1609 و1616، واريد له أن يفوق في العظمة عظمة "آيا صوفيا" (الكنيسة الجامع) التي يقابلها في الموقع.
ويعتبر السوق المغطى المكان المفضل لتسوق السياح في المدينة القديمة، اذ يوجد فيه أكثر من 4000 محل ولكل مهنة من المهن منطقة خاصة بها. وهناك ايضا سوق مصر للبهارات، وبين السوقين، يقع سوق محمود باشا الشعبي الذي يرتاده عادة المواطنون الاتراك كونه يشتهر برخص السلع.
وزائر اسطنبول لا بد وان يتمتع بالرحلات البحرية في المضيق، حيث المناظر الطبيعية الرائعة تختلط مع عصور التاريخ المختلفة الرومانية والبيزنطية والعثمانية التي تنتشر معالمها اثناء الرحلة، وصولا الى البحر الاسود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق