الجمعة، 22 يوليو 2011

بعض الفلسطينيين لم يغادروا حلقة النار

المستقبل - السبت 23 تموز 2011 - العدد 4064 - شؤون لبنانية - صفحة 7
أنيس محسن

بالأمس، نشرت لي مقالة في "المستقبل" تحت عنوان "حملة حماس على الأونروا: نقاط ضعف محلية ودولية"، وهي مناقشة هادئة للحملة التي تثار عبر الإعلام التقليدي والإلكتروني، من مواقع اخبارية ومواقع تواصل اجتماعي، على وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) ولا سيما على مديرها في لبنان السيد سلفاتوري لومباردو.
على الرغم من هدوء المقالة، لجهة عدم الدخول في قبول او رفض الإتهامات الموجهة الى "الأونروا" ولومباردو، والاكتفاء بمناقشة الاصطفافات الفلسطينية مع الحملة او ضدها، والاشارة الى ان المنظم الرئيسي هي حركة "حماس"، الأمر المعروف والذي لم ينفه مسؤولون في الحركة أمامي على الأقل، فإن تهجما وترهيبا وتهديدا وصلني عبر بريدي الإلكتروني من "الحملة الفلسطينية لإسقاط لومباردو"، تحت عنوان: "قل خيراً.. أو اصمت"، يتهمني بعدم الموضوعية واحتمال الإرتشاء واستهداف "حماس" بسبب "الخصومة السياسية الشديدة مع حماس، مع فكرها مع مبادئها" كما يزعم الرد/التهديد، وتنصح الحملة "بألا تحرق نفسك، وألا تدمر مستقبلك الصحفي، فأخطاؤك الصحفية كثرت، ونواياك غير الحسنة قد ظهرت". ثم تختم "الحملة" رسالتها التهديدية بـ"فقط نذكرك بواجباتك.. قيل قديما، قل خيرا أو اصمت".
في الواقع ليست المرة الأولى التي أهدد فيها بسلاسة أو فجاجة، عبر طرف ثالث، او عبر بريدي الإلكتروني كما حصل بالأمس.
كنت قد كتبت عن مسيرة 15 أيار (مايو) التي حققت نجاحا عظيما، ثم عن مسيرة 5 حزيران (يونيو) التي بانت سلبياتها اكثر من ايجابياتها، وتلقيت عتبا تهديديا عبر طرف ثالث، ثم كتبت عن مؤتمرات "فتح" وبلغني عتب مباشر من اصدقاء قدامى وتبرم من أشخاص لا اعرفهم، ونقل الي ايضا عتب على نشري ما حدث اخيرا في سفارة فلسطين من خلافات، وبقي الموضوع في اطار العتب المحمول والمقبول.
أما وقد بلغ الأمر حد التهديد والترهيب أخيرا، فإن ما لا يعرفه هؤلاء، أن الصحافة الحرة والصحافي الحر لا يهتم بالتهديد، ويكفي ان يعرف كارهو حرية الرأي أن في العام 2010 استشهد 57 صحافياً أثناء أدائهم لعملهم، وفي العام 2009 كان استشهد 76 صحافيا، وفق منظمة "مراسلون بلا حدود"، فضلا عن المضايقات الجسدية والمعنوية والنفسية التي يتعرض لها عشرات الصحافيين في ارجاء العالم... ومسيرة الصحافة الحرة تواصلت على الرغم من كل ذلك.
ما لا بد من الإشارة اليه، أن بعض الفلسطينيين مصرون على البقاء ضمن حلقة النار، وحلقة النار لمن لا يعرفها، اذا علقت العقرب بداخلها تلدغ ذاتها وتموت، فيتصرفون وكأنهم حكام العصر، واذا ما واجهوا انتقادا يرفعون راية القضية الفلسطينية، وكأن القضية حكر على اشخاصهم او فصائلهم او احزابهم، فيما قضية فلسطين هي قضية كل فلسطيني وكل عربي وكل انسان على صلة بالمشاعر والاحاسيس الانسانية.
لكن يبدو أن البعض في الساحة الفلسطينية، غير مستعد بعد لهذا النوع من العمل الصحافي، ولا يزال هؤلاء، يصرون على عزل أنفسهم عن محيطهم، واعتبار أن أي نقد او كشف عن الحقائق "مؤامرة".
وبغض النظر عن العتب أو التأنيب والنصائح أو التهديد، فإن الحدث الفلسطيني خبر يُتناقل مثله مثل أي خبر آخر، ويفرض نفسه في الصحافة المهنية الاحترافية بلا اصطناع ولا تصنع، ومن دون أي اصطفافات هنا أو هناك.
ان رفض الرأي الآخر وزعم امتلاك الحق والحقيقة، هما حلقة النار تلك التي اكلت كثيراً من وهج القضية، فلماذا تصرون عليها، ولماذا تضيقون ذرعا بالرأي الآخر، الذي هو انما المرآة التي تعكس اعمالكم، فترونها وتعززون الإيجابي منها وتتخلصون من السلبي، اذا أردتم.

سكايز يدين تهديد الزميل أنيس محسن

المستقبل - السبت 23 تموز 2011 - العدد 4064 - شؤون لبنانية - صفحة 7

دان مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" في بيان التهديد الذي تعرض له الزميل انيس محسن.
وقال المركز في بيانه: "تعرّض الصحافي والكاتب في جريدة "المستقبل" الزميل أنيس فضل محسن الى حملة من التجني والتجريح وصلت الى حد التهديد المبطن من قبل ما يسمى بـ"الحملة الفلسطينية لاسقاط لومباردو" التي دعته الى "قول الخير أو... الصمت".
وفي مقال نشر اليوم الجمعة 22/7/2011 في "المستقبل" كتب الصحافي محسن عن "حملة حركة "حماس" على الـ"الاونروا" (وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الادنى) شارحا اهداف الحملة وخلفياتها ومتكلما عن "نقاط ضعف محلية ودولية" فيها، كما جاء في عنوان المقال ومتن النص. فجاءه فورا الرد من أصحاب هذه الحملة، عبر تعابير وألفاظ غير مألوفة، مثل "نذكرك بواجباتك"، و"ننصحك ألا تحرق نفسك" و"ألا تدمر مستقبلك الصحافي"، وأيضا "أخطاؤك كثرت..." وختاما: "قل خيرا أو أصمت".
اضاف البيان: "ان مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير) يرفض ويدين اللجوء الى أسلوب التهديد والوعيد ويعتبر ان ما جاء في الرد على محسن يشكل تعرضا لحق الصحافي في التعبير عن رأيه، ويخالف أبسط مبادىء حرية الرأي والتعبير والكتابة التي تكفلها الدساتير والقوانين الدولية واعلان حقوق الانسان".

الخميس، 21 يوليو 2011

حملة "حماس" على "الأونروا": نقاط ضعف محلية ودولية

http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=477398

المستقبل - الجمعة 22 تموز 2011 - العدد 4063 - شؤون لبنانية - صفحة 4



أنيس محسن
ما من جدل حول قوة "حماس" التمثيلية فلسطينياً، وحقها في التصدي وحيدة، أو قيادة حملات لتثبيت حقوق الفلسطينيين تجاه أي فريق مسؤول مباشرة أو بشكل غير مباشر عن الوضع المعيشي والسياسي للفلسطينيين، وقد شكلت هيئات رديفة لهيئات منظمة التحرير الفلسطينية لهذه الغاية، وهو أيضاً حق لها وقد يكون مبرراً بسبب غياب إرادة إحياء هيئات المنظمة التمثيلية والتنفيذية لدى الجهة المتنفذة فيها، وهي حركة "فتح".
من هنا، يمكن فهم الحملة التي خططت "حماس" لها، وتقودها خصوصاً إحدى هيئاتها الرديفة لهيئات المنظمة والمعروفة بـ"بمكتب شؤون اللاجئين"، ضد "وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى" (الأونروا) في كل مناطق عمل الوكالة عامة، وفي لبنان على وجه الخصوص حيث تتخذ الحملة طابع الشخصنة عبر استهداف المدير العام لـ"الأونروا" في لبنان سلفاتوري لومباردو.
وللمقارنة فقط، فإن هناك دائرة في منظمة التحرير الفلسطينية ويرأسها عضو في اللجنة التنفيذية، هي دائرة شؤون اللاجئين.
كانت "حماس" وهيئات أهلية قريبة منها أو مرتبطة بها وحلفاء لها، خصوصاً في مخيم عين الحلوة، مثل العقيد في "فتح" منير المقدح والقوى الإسلامية في المخيم، قد باشرت هذه الحملة منذ فترة طويلة، واتخذت منحاً تصعيدياً في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً استهداف لومباردو، باعتباره "ديكتاتور" الوكالة والحاكم الآمر الناهي وغير العادل في آن. وأخذت أمثلة في حملتها ما تعتبره محسوبيات في شغل الوظائف التي تؤمنها "الأونروا" وضعف قطاعي التعليم والطبابة، والفساد المستشري في أوصال الوكالة، وفق ما تقوله "حماس".
إلا أن تلك الاتهامات، تصطدم بواقعين: الأول عدم مجاراة الفصائل الفلسطينية عامة، وفصائل منظمة التحرير خصوصاً، "حماس" في حملتها على "الأونروا" بالشمولية التي تنطلق الحملة منها، والشخصنة والتهديف على المدير العام لومباردو في حيز التركيز على هدف بعينه.
وقد بذلت الحركة جهداً استثنائياً لإقناع حلفائها من فصائل "التحالف الفلسطيني" بمجاراة الحملة، بعدما رفضت تلك الفصائل خوضها، بل بدت أقرب إلى رفضها وأخذ جانب "الأونروا" فيها وحتى الدفاع عن لومباردو، ما جعل بعض مسؤولي "حماس" يدينون حلفاءهم على موقفهم بوصفه تخاذلاً.
وفيما تمكنت الحركة أخيراً من الاتفاق مع "التحالف" على تنسيق الحملة ضد "الأونروا"، أو ما تطلق عليها "الحملة الفلسطينية لإسقاط لومباردو"، في ما يبدو تماهياً مع شعارات الثورات العربية "لإسقاط النظام..."، فإن مسؤولين في "التحالف" يبوحون بعدم رضاهم عن تلك الحملة وعدم تشجعهم لخوضها، ما يجعل "حماس"، على أرض الواقع" وحيدة مجدداً في حملتها، ولا شريك لها سوى العقيد المقدح وقوى إسلامية.
وربما آخر إخفاقات "حماس" المساجلة العنيفة بين "الحملة الفلسطينية لإسقاط لومباردو" و"المجلس التنفيذي لاتحاد العاملين في وكالة الأونروا"، حيث دافع الأخير في بيان أصدره الثلاثاء الماضي عن "إنجازات" الوكالة على كل الصعد، وخصوصاً في قطاع التعليم حيث أبرزت نتائج الامتحانات الرسمية للمرحلتين المتوسطة والثانوية نجاحاً لامس الـ80% في الأولى وفاق الـ90% في الثانية، وقطاع الصحة الذي زيدت موازنته من 1,3 مليون دولار الى 7 ملايين دولار، فردت "الحملة الفلسطينية لإسقاط لومباردو" في بيان حمل الرقم 10 ونشره موقع "لاجئ" التابع لمكتب اللاجئين في "حماس"، ببيان اتهم فيه الاتحاد بالدفاع "عن قتل الأطفال الفلسطينيين في المستشفيات... وحرمان طلابنا الثانونيين من الالتحاق بالجامعات... وعن سياسة إدارة الأونروا السيئة". كما وصف بيان الحملة موقف الاتحاد بـ"الغريب والشاذ عن كل القيم الأخلاقية". وكذلك اتهم البيان المجلس التنفيذي بـ"الرقص على جثث أطفالنا وموتانا الذين تركتهم إدارة الأونروا للموت المحتم في مستشفيات لبنان".
إن "حماس" باستعدائها موظفي "الأونروا" من جهة، ورفض فصائل منظمة التحرير حملتها على الوكالة من جهة ثانية، وتململ فصائل "التحالف" من حملة "حماس" على لومباردو من جهة ثالثة، يترك الحركة بلا غطاء محلي جدي في حملتها على لومباردو.
أما خارجياً، وفيما تراهن "حماس" على قرب انتهاء فترة رئاسة لومباردو لعمل الوكالة في لبنان، وتعيين مسؤول جديد للمنظمة الدولية المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، إلا أنها لا تأخذ في ما يبدو في الاعتبار، أن المجتمع الدولي الذي يغذي "الأونروا" مالياً، سيقف مع لومباردو ضد حملة تقودها "حماس" بطبيعة الحال، كما أن أي قادم جديد لن يتمكن بالتالي من تخطي المبادئ العامة لسياسة السلف التي ترفضها الحركة، وبالتأكيد يؤيدها مانحو "الأونروا" وإدارة الوكالة استطراداً، ما يجعل "حماس" بلا غطاء خارجي لحملتها أيضاً.

"إيفان الفلسطيني": الشخصية الإشكالية

بقلم :أنيس محسن

"إيفانُ الفلسطيني" تشبهُ كلَّ الفلسطينيين، بل كل المقهورين الباحثين عن مكانة بعد فقدان المكان.
إنها خامسُ رواياتِ الأديبِ والكاتبِ والفنانِ التشكيلي الفلسطيني والسياسي القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مروان عبد العال، لكنها تختلف عن أقرانها، وعن كثير من الروايات الفلسطينية، بل العربية، من حيث تناولها شخصية إشكالية مغرقة في السلبية، ومعالجتها كحالة إنسانية واقعية لها افراحها واتراحها ومشاعرها.
"إيفان" هي القضيةُ التي دخلتْ تفاصيلَ حياتِنا وذاكِرَتِنا، من لعبةِ النملِ الأسودِ والنملِ الأحمرِ التي يعيدُنا الكاتبُ معها الى لعبةٍ صبيانيةٍ فيجعلُ جحافِلَهم تتقاتلُ كأخيارٍ هم نحن وأشرارٍ هم "اليهود".. الى لحظةِ انتحارِ إيفان.
أما ما بينهُما فهم أشخاصٌ نعرفُهم، هم نحن.. أقاربنا، هم المُصْطَفّونَ امامَ مراكزِ التموين التابعةِ للاونروا من اجلِ بعضِ الحصصِ التموينية، هم المدرسةُ في المخيم والخيمةُ قبلها، والمنزلُ المتداعي، والحياةُ اليوميةُ الصعبةُ، ودخولُ الفدائيين الى حياتِنا المحطمة والشعورُ بالانعتاقِ ونسماتِ الحريةِ والعودةِ الى الارضِ المقتلعةِ والحياةِ المسلوبة... لكنها انكسارنُا ايضا وايضا، بل ان انكسارَنا هو الخيطُ الذي تسيرُ عليه "ايفان الفلسطيني"، تتخلصْ من البطلِ النمطي الذي يقاتلُ وينتصرُ او يُستشهدُ، وهي ميتة فيها من العز والفخر كي نتمناها، وتتعاملُ مع البطلِ التراجيدي الواقعي الذي يمتلكُ مشاعرَ انسانيةٍ وانكساراتٍ انسانيةٍ وانانيةٍ هي جزء من تلك المشاعر. تنتقدُ حتى التجربة الأولى للعملِ الفدائيِ الذي تفوحُ منه رائحةُ الأحذيةِ (وهنا اقتباس بتصرف عن حوار يخوضه إيفان في سياق الرواية)، ليس تبرءا للكاتب من العمل الفدائي انما نقدا لسلبية إيفان من جهة، وكذلك لسلبياتٍ عاصرت هذه المرحلة ايضا.
لكن البديلَ المختارُ ليس أحد من الشخصيتين الرئيسيتين في الروايةِ، ايفان وصخر، فلا الهروبُ من الانتماءِ (أي تغييرُ الإسمِ والهويةِ عند ايفان)، ولا الهروبُ الى الخمرةِ والسُكْرِ عند صخر هو الحل. الحلانْ انتحارٌ:
• الاول بفعلٍ مباشرٍ من الباحثِ عن انتماءٍ جديدٍ لا ينالُهُ وانتماءٌ قديمٌ لا ينساهُ... فينتحر.
• والهاربُ من هزيمتِه الذاتيةِ والموضوعيةِ، في مرحلة العمل الفدائي، نحو الانعزالِ ومعاقرةِ الخمرةَ، ينتحرُ أيضا ببطءٍ.
أما البديلُ، فلا يقترحُهُ الكاتبُ، ليس هربا او تقصيرا، انما للابتعادِ عن الفَرضِ والقطعِ، فالبديلُ باتَ بمتناوَلِ اليدِ، وعلى من يريدُ ان يختارَ البديلَ أن يقومِ بذلكَ بنفسِهِ وليس عبر تلقينٍ من شخصٍ اخر، أو عبر رواية.
أما أسلوبُ الكتابةِ في الروايةِ، فهو أشبه بريشة ترسم لوحاتٍ متنوعةٍ: من الطبيعةِ كما يراها فنانٌ تشكيليٌ، الى الأشخاصِ ليس كأجسادٍ فقط أنما كحالةٍ انسانيةٍ باضطرابِها وهدوئِها وبكلِ خَلَجاتِها

الخميس، 14 يوليو 2011

"حماس" وحيدة في الحملة على "الفساد" في "الأونروا"

المنظمة الدولية تنفي الاتهامات.. والفصائل والمجتمع المدني ينفضون أيديهم
http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?issueid=3032&categoryid=3

المستقبل - الخميس 14 تموز 2011 - العدد 4055 - شؤون لبنانية - صفحة 7



أنيس محسن
تبدو حركة "حماس" وحيدة في حملتها على ما تقول إنه "فساد" و"محسوبيات" في وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا). وفيما تنفي المنظمة الدولية التهم الموجهة إليها، فإن الفصائل الفلسطينية وهيئات المجتمع المدني لا تشارك "حماس" في حملتها تلك.
وتؤكد الحركة، بلسان مسؤول "مكتب شؤون اللاجئين" ياسر عزام والمدير التنفيذي للمؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) محمود حنفي ومسؤول العلاقات العامة في المؤسسة محمد الشولي، أن الحملة على "الفساد" وعلى مدير "الأونروا" في لبنان سلفاتوري لومباردو، مستمرة الى ان يتوقف الأخير عن عرقلة القيام بالإصلاحات المطلوبة، كما يقول عزام.
ويضيف، "المسألة ليست شخصية مع لومباردو، انما هدف الحملة تصحيح مسار "الاونروا". اجتمعنا 12 مرة مع لومباردو، وناقشنا حالات موثقة، ووصلنا الى مناقشة التفاصيل، لكن في النهاية كان يتهرب من وضع الحلول. وهذا ما كان أكده ايضا المسؤولان في "شاهد" حنفي والشولي.
مديرة قسم الإعلام في "الأونروا" - مكتب لبنان، هدى سمرا صعيبي، تؤكد أن "السيد لومباردو يؤمن بالحوار وبسياسة الباب المفتوح والشفافية. وعلى الرغم من كل الحملات، فإن هذه السياسة ستتواصل". وتضيف: "بعض الأحيان يطلب من السيد لومباردو او المسؤولين الاخرين تقديم اجابات على بعض الأسئلة، فيما هناك قوانين لا يمكن لهؤلاء تجاوزها، ومعلومات تعد سرية لا يمكن افشاؤها وفق قوانين واجراءات "الأونروا"، لكن السائلين لا يتفهمون هذه المسألة.
وبشأن التهم الموجهة الى "الأونروا" تقول إنها "تتعامل بجدية مع أي اتهامات بالفساد سواء في التوظيف او المشتريات او اي شيء آخر، لكن اي اتهامات يجب ان تكون مقرونة بوثائق واثباتات. الجزء الأكبر من تلك التي تصلنا غير موثقة وبالتالي ليس لها مصداقية، وهي على شكل اسئلة واتهامات عامة حول بعض التعيينات والاجراءات في الوكالة. الوظائف الشاغرة يعلن عنها وتجري امتحانات لشغلها ومن ينجح ويثبت كفاءة يوظف. فهناك نظام مكتمل وشفاف بشأن التوظيف".
وتعقيبا على اتهام توجهه "شاهد" بأن مرتبات الموظفين الأجانب عالية جدا وبعضهم يعمل في غير تخصصه، تقول صعيبي"عدد الموظفين الأجانب في الأونروا 7 فقط: المدير (لومباردو) ونائباه و4 في وظائف أخرى، ورواتبهم تأتي من نيويورك مباشرة ومن خارج جدول الرواتب لمكتب لبنان وبالتالي من خارج موازنة اقليم لبنان. أما الأجانب الآخرون فيعملون في مشاريع محددة ممولة من خارج الموازنة، مثل مشروع إعمار نهر البارد، ومرتباتهم من المشروع نفسه وتوظيفهم يتم بالاتفاق مع الجهة المانحة. وهناك نوع آخر من الأجانب في الأونروا يعملون كمتطوعين من دون أي مرتبات او حتى مصروفات تقع على كاهل الأونروا".
وتشير إلى أنه "يعمل مع السيد لومباردو نائبان هما روجر ديفيس المشرف على تنفيذ برامج: التربية والتعليم، الصحة، الشؤون الإجتماعية، والهندسة وتحسين المخيمات. والنائب الثاني هو روبرت هيرت المشرف على خدمات الإدارة والتوظيف والخدمات اللوجستية. وبالنسبة الى برنامج التربية والتعليم، يتم وضعه مركزيا ويحوّل إلينا من المكتب الرئيسي في عمّان ويشرف مكتب "الأونروا" في لبنان على تنفيذه".
ويقول مسؤولو "حماس" في المقابل، ان "الموظفين الذين ندافع عنهم لا نعرفهم كلهم"، ويؤكدون أن "الإقصاء الوظيفي يتم لمقربين من حماس التي تمثل أكثر من 60% من الشعب الفلسطيني". ويسوق عزام وحنفي في هذا السياق عددا كبيرا من الأمثلة وبالتواريخ والأسماء عبر تقارير سلمت الى الوكالة كل الحالات الواردة فيها مثبتة ومؤكدة.
ويضرب عزام مثلا عن موظف وجه اليه انذار لأنه كان ينشد في مناسبات معينة وليس في اي من ادارات او مقرات "الأونروا" وخارج وقت الدوام، بذريعة ان قوانين الوكالة تمنع العمل في المجال السياسي للموظفين، فيما رئيس موظفي "الأونروا" موسى النمر وهو من "فتح" مثبت استخدامه كمبيوترات "الأونروا" لإصدار بيانات، وقد راجعناهم بذلك فتم فقط لفت نظره. وهناك اشخاص آخرون من تنظيمات اخرى يوزعون بيانات خاصة ايضا ولا احد يتعرض لهم".
لكن صعيبي تؤكد: "نحن لا نسأل عن انتماء المتقدم للوظيفة او ميوله، ما يعنينا الكفاءة ونجاح المتقدم في الامتحان".
النشاطات الصيفية
وبالإضافة الى "الفساد" في عملية التوظيف والمشتريات التي يؤكد المسؤولون في "حماس" و"شاهد" توثيقها، فهم يشيرون إلى النشاطات الصيفية، التي يقول الشولي انه رصد لها نحو 3 ملايين دولار، فيما الحاجة ماسة، على الرغم من اهمية الترفيه، الى تدعيم برنامجي الصحة والمنح الدراسية.
ويوضح ناشط في المجتمع المدني أنه" تم الإعتراض في البداية على وجود الـ YMCA ضمن البرنامج، لكن عندما ابلغوا أنه يمكن لمؤسسة "نبع" الفلسطينية أن تشرف على النشاطات، قالوا إن الأمر يتصل بوضع الأونروا ككل وليس بالنشاطات الصيفية".
ويقول عزام، في الملف ذاته، "اكتشفنا ان قبعات وقمصان طبع عليها العلم الأميركي كي يرتديها المشاركون في النشاطات داخل المخيمات، وهذا استفزاز للفلسطينيين".
وفي هذا الشأن، تقول صعيبي ان "النشاطات الصيفية ترفيهية وتعليمية للأطفال الفلسطينيين في المخيمات حيث يفتقدون الى المساحات الخضراء وساحات اللعب. والترفيه للأطفال لا يتعارض مع التعليم، كون البرامج تأخذ في الحسبان المسألة التربوية. والبرنامج هذا يقلل من امكانية خروج الأطفال الى الشوارع خلال الفرصة المدرسية".
وتأسف "لإقدام بعض الأطراف على اقفال مدارسنا ومنع النشاطات الصيفية، وحرمان الأطفال هناك من حقهم في الترفيه". وتضيف: "من اقدم على اقفال المدارس لم يأخذ في الإعتبار ايضا ان اللاجئين يدعمون النشاطات. ففي العام الماضي استفاد 6 آلاف تلميذ من النشاط، وهذا العام تسجل 8 آلاف". وتوضح ان "النشاطات في منطقة صور استأنفت لكن في صيدا لم تستأنف بعد".
وتشرح آلية تمويل النشاط وتقول "إنه ممول من خارج موازنة الأونروا، وتنفذه مؤسسة "نبع" وجمعية ـYMCA، وتم اختيارهما لتنفيذ المشروع بعدما تقدما بالعرض الأفضل".
وتلفت الى أن "الولايات المتحدة هي التي تمول النشاط هذا، وهي ثاني أكبر المانحين للأونروا بعد الإتحاد الأوروبي، ووضع شعار الممول ليس شيئا جديدا وكل المشاريع الممولة سواء للأونروا أو غيرها يتم التعامل معها بهذا الشكل". وتتابع: "هناك ممولون لهذه النشاطات، وهي تأتي في إطار ما يسمى EARMARKED FUND المرصودة لنشاطات معينة ولا يمكن للأونروا استخدام التمويل في برامج اخرى، مثل برنامج تحسين البنى التحتية في المخيمات الذي يموله وينفذه الإتحاد الأوروبي وغيره من البرامج". وتضيف: "نحن نضع أمام الجهات المانحة مشاريع تتناول احتياجات اللاجئين والأولويات، والمانحون يختارون البرنامج الذي يودون تبنيه، فيمولونه ويمكن ان ينفذوه".
وتشير الى ان "المشاريع التي نضعها في سلم الأولويات حاليا ونقدمها للمانحين هي: الصحة وخصوصا استشفاء الحالات المستعصية، اعادة تأهيل المساكن والبنى التحتية، ايجاد فرص عمل وتحسين مستوى عمالة اللاجئين في لبنان، اعادة إعمار البارد، تحسين الواقع المعيشي وتخفيف حدة الفقر التي اظهرها المسح الإقتصادي ـ الإجتماعي الذي نفذته الجمعية الأميركية في بيروت بالشراكة مع "الأونروا".
وتؤكد ان "الأونروا تتفهم وتقدر كل مطالب اللاجئين لأن المعاناة كبيرة. وعلى الرغم من كل ما نقدمه، نعي ان المطلوب اكثر لا سيما في الحاجات الأساسية للاجئين التي وضعناها في اولوية اهتمامنا، ونحن نأمل بتعاون مشترك وكبير كي نتمكن من تأمين التمويل للمشاريع التي نتقدم بها للمانحين. ونأمل الابتعاد عن الاتهامات والمسائل الشخصية التي يمكن ان تؤثر على التمويل".
الفصائل وهيئات المجتمع
وبشأن عدم مشاركة الفصائل في الحملة، يقول عزام، انه "صدر بيان من فصائل منظمة التحرير ضد الحملة على "الأونروا، وهم بالأساس خارج الحملة ولم يتم التنسيق معهم". ويضيف: "عقدت فصائل التحالف اجتماعا بغياب مسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة، وزعموا انهم لم يبلغوا مسبقا بالحملة على الأونروا وانها لم تقر من قبل الجميع". ويؤكد ان "حماس ترفض ذلك وتختلف مع فصائل التحالف. كأفراد، فإن مسؤولي الفصائل في لبنان يؤكدون لنا وقوفهم معنا، لكن كقيادة مركزية لا يوافقون على الحملة. حماس مستاءة ولا تستبعد أن تكون هناك محاولة للإستفراد بها".
ويتابع عزام: "الجميع يدرك حجم الفساد في الأونروا، لكنهم يركزون في عملهم على الموظفين لمصالح ذاتية ولا يأخذون بالاعتبار مصالح الشعب. كلهم يتذرعون في مسألة عدم مشاركتهم في التحرك ضد الفساد في الأونروا بأن الحملة تخاض ضد لومباردو شخصيا". ولم يستبعد عزام أن يكون لومباردو ينسق مع مسؤولي الفصائل في محاولة استفراد "حماس"، مشيرا إلى أن العقيد منير المقدح والقوى الإسلامية تشارك "حماس" في هذه الحملة.
وفيما ينتقد مسؤول في أحد فصائل منظمة التحرير، بعض تصرفات "الأونروا"، إلا أنه يعتبر مضمون حملة "حماس" محاولة للهيمنة على مفاصل المنظمة الدولية، خصوصا ما يتصل منها بإدارة المخيمات وبالتوظيف.
وفضلا عن العتب "الحمساوي" على الفصائل، هناك عتب على منظمات وهيئات مدنية وأهلية، اذ يقول حنفي والشولي، ان "معظم منظمات وهيئات المجتمع المدني التي لم تدعم الحملة مستفيدة بشكل او آخر من الأونروا. هناك 4 جمعيات من المجتمع المدني مسيطرة على مشاريع الأونروا، بما فيها النشاطات الصيفية والمنح الدراسية".
مدير المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان غسان عبدالله، يؤكد وجود بعض "الملاحظات على أداء الأونروا لكنها لا ترقى الى ما تتحدث عنه الحملة المثارة". وينفي أي صله لمنظمته ولغالبية منظمات وهيئات المجتمع المدني الفلسطيني التي "لا علم لها ولم تشترك بالحملة ولم توقع على أي بيان يتناول هذا الموضوع".
الناشط الحقوقي جابر أبو هواش، يرى أن أي حملة يجب ان توجه نحو سياسات "الأونروا" وليس نحو أشخاص بعينهم. ويلاحظ أن خدمات "الأونروا" شهدت تحسنا متصاعدا خلال الأعوام الأخيرة، وأكبر دليل على ذلك نسب النجاح المرتفعة في امتحانات شهادتي الإعدادي والبكالوريا الثانية الرسمية. وهناك ايضا تحسن كبير في موضوع الصحة والإستشفاء، اذ رفعت موازنة الاستشفاء بنسبة كبيرة، واصبحت التحويلات للمستشفيات اكثر سهولة. ويعتبر بالتالي، ان الحملة قائمة على مصالح شخصية ضيقة ولا تصب لا في مصلحة اللاجئين ولا تسهم في تحسين أداء "الأونروا".

الاثنين، 4 يوليو 2011

فتح" في صيدا تجدد بالثلثين أيضاً

المستقبل - الثلاثاء 5 تموز 2011 - العدد 4046 - شؤون لبنانية - صفحة 5

أنيس محسن

استمرت عجلة مؤتمرات "المناطق" في حركة "فتح إقليم لبنان" بالدوران، ومرت أول من أمس على صيدا، التي لم تخالف النتائج المحققة فيها، ما جرى في البقاع وبيروت وصور على التوالي، "فكان التجديد بنسبة الثلثين، لتضع المرحلة المقبلة من المؤتمرات، أي مؤتمر الإقليم، على سكة باتت معالمها واضحة، وستأتي بتغيير وتجديد لن يكونا مختلفين عن النتائج المحققة الى الآن في انتخابات المناطق"، وفق ما قاله أمين سر شعبة "عين الحلوة" ماهر شبايطة لـ"المستقبل". علماً أن خاتمة مؤتمرات المناطق ستكون الأحد المقبل في الشمال.
ووفق اكثر من مصدر "فتحاوي" في صيدا وخارجها، فإن نسبة التجديد هي 6 من أصل 9، مع الأخذ في الإعتبار أن واحداً من الستة الجدد لم يحسم وضعه بعد بسبب تساوي الأصوات بين 3 مرشحين، ولكن بغضّ النظر، فإن الفائز في انتخابات الإعادة الأحد المقبل سيحسب على الجديد وليس القديم. ورأى شبايطة في حديث الى "المستقبل" أن "المؤتمرات بادرة صحية في جسم الحركة الذي بات بحاجة ماسة الى التجديد كي يحقق انطلاقة جديدة، ويتماشى مع روح العصر، التي هي التغيير والتجديد في ظل الربيع العربي القائم". واشار: "ان التغيير هو منطق فتح منذ ان انطلقت في العام 1965، وبالتالي من غير المنطقي ان تسود روح التجديد في المنطقة كلها فيما فتح رائدة التجديد منطوية على نفسها".
ويشير شبايطة إلى أن "بعض المتضررين في فتح لبنان من التجديد، الذي كانت بادرته في عقد المؤتمر الوطني السادس للحركة في بيت لحم في آب (أغسطس) 2009، بعد عشرين عاما من غياب المؤتمرات، سعوا الى عرقلة عقد المؤتمرات، كي يُبقوا على سيطرتهم وسلطتهم، وقد تمكن هؤلاء من تأخير عقد المؤتمرات من أيلول (سبتمبر) 2010 الى حزيران (يونيو) 2011، اي بتأخر 9 أشهر، لكن اصرار معظم اعضاء فتح على عقدها، فوت على هؤلاء الفرصة".
وأكد شبايطة ان "النتائج التي تحققت في صيدا وقبلها في البقاع وبيروت وصور هي طبيعية، لأن الضغوط التي كانت تمارس سابقا على الحركة قد تلاشت تقريبا، وبات بإمكان معظم الأعضاء الإختيار بحرية تامة وبعيدا عن الترتيبات المسبقة والضغوط والتهديد، وقد تحقق التجديد الكبير هذا في جسم فتح في صيدا وغيرها من المناطق، على الرغم من بقاء بعض الضغوط، التي ستنتهي في المحصلة، لأنها لم تثبت جدواها، ولن يكون لها أي مستقبل".
ولفت شبايطة الى ان "صورة قيادة فتح في إقليم لبنان باتت واضحة، على الرغم من أن مؤتمرات المناطق لم تختتم بعد، وسيكون اخرها الأحد المقبل في الشمال، وستكون النتائج ايضا صورة عمّا سبقها، وستؤسس لتغيير على مستوى قيادة الإقليم".
وشرح الأمر على النحو التالي: "يتألف مؤتمر الإقليم من أعضاء قيادة الإقليم الحالية وقيادة المناطق المنتخبة ومسؤولي المكاتب الحركية يضاف اليهم 10% من عدد اعضاء المؤتمر يعينون من الكفاءات، فحتى لو كان التعيين غير موفق، فإن التجديد في قيادة الإقليم مؤكد، لكن يبقى السؤال عن نسبة التجديد".
وعمّا يمكن للقيادات المنتخبة الجديدة، في المناطق وفي الإقليم لاحقا، أن تقدمه للحركة، اكد شبايطة أن "الديموقراطية ستكون هي الفيصل، وستعقد المؤتمرات في مواعيدها ولن تكون هناك بعد اليوم أي عراقيل ولن يسمح بعد الآن بوضع العصي في الدواليب، وسوف يكون النظام الداخلي الذي اقرّه المؤتمر السادس اساس العمل التنظيمي، وخصوصا دورية المؤتمرات، وبذلك لن تتكلّس الحركة، وسوف تخلق ديناميكية داخلية تسمح بخلق ديناميات اخرى، بانت مظاهرها في المؤتمرات الحالية حيث ناقش المؤتمرون اوضاع الحركة التنظيمية والملفات السياسية من دون اي مواربة".