الثلاثاء، 20 يوليو 2010

"حرية العراق" حرب أميركية منسوخة من "عملية شيكيناه"

دراسة بريطانية: الحكومة الاسرائيلية أحيت في العام 2001
خطة قديمة للاستيلاء على حقول النفط في جنوب العراق
المستقبل - الخميس 3 نيسان 2003 - العدد 1263 - العراق تحت الحرب - صفحة 10

http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=4137

إعداد: أنيس محسن
استعادت اسرائيل منذ بدء الغزو الاميركي ـ البريطاني للعراق احلام التنعم بنفط وغاز العرب والمنطقة. وفي هذا السياق، اطلق وزير البنى التحتية الاسرائيلي جوزف بارتسكي تصريحاً نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية يوم 31 آذار الماضي قال فيه انه يريد من الولايات المتحدة، بعد بسط سيطرتها على العراق، فحص امكان اعادة تشغيل خط انابيب النفط من الموصل الى حيفا، ومد اسرائيل بالنفط العراقي.
تصريح كهذا ليس مستغربا، اذ ان الحركة الصهيونية وضعت منذ البدء نصب عينها السيطرة على اهم منابع النفط، التي تقع ضمن خارطة اسرائيل الكبرى، ولما كان من غير الممكن انشاء اسرائيل الكبرى جغرافياً، كان الاتجاه بسط سيطرة اقتصادية على المنطقة من خلال فكرة شمعون بيريس عن الشرق اوسطية، التي اساسها تفوق اسرائيل العسكري والاقتصادي على المنطقة، وضمان مشاركتها دول المنطقة ثرواتها، خصوصاً النفط والمياه، المادتين الاساسيتين اللتين تحتاجهما الصناعة الاسرائيلية وتفتقدهما اسرائيل بحدودها ضمن فلسطين التاريخية.
كانت الانظمة العربية، التابعة للاستعمار البريطاني او تلك الدول المستعمرة مباشرة، قبل العام 1948 تغض النظر عن البنية الاقتصادية الصهيونية في فلسطين التي ينميها حكام لندن المستعمرون، لكن بعض قادة حركة التحرر تنبهوا باكرا الى هذه المسألة. فأشار قادة الأحزاب الشيوعية العربية المشاركون في المؤتمر السابع للحزب الشيوعي السوفياتي في موسكو في العام 1935 الى الخطر الناجم من التحالف الصهيوني البريطاني، لا سيما سيطرة الصهاينة اقتصادياً في فلسطين، وتمركز الرساميل الصهيونية في المدن الكبرى، وتحديدا حيفا، حيث كان البريطانيون قد وثقوا اهتمامهم في الميناء بعد مد خط انابيب نفط الموصل حيفا، كما قال رئيس وفد الحزب الشيوعي الفلسطيني رضوان الحلو، الذي حذر من سيطرة الرأسمال الصهيوني على نواحي الاقتصاد الفلسطيني.
وبعد نحو 45 سنة على احتلال فلسطين طرحت اسرائيل، التي لم يخبُ اهتمامها بالنفط، في المحادثات الثنائية التي اعقبت مؤتمر مدريد التعاون في مجال النفط مع دول الخليج العربي، وتم الحديث كثيرا عن خط الغاز الطبيعي من قطر الى اسرائيل، فضلا عن مشروع مد انبوب الغاز الطبيعي من مصر الى اسرائيل، وهو المشروع الذي لم يكتمل بسبب رفض سوريا ولبنان الاشتراك في مشروع خط الغاز العربي اذا اشتركت اسرائيل فيه. ثم ان شركة النفط الاسرائيلية ومسؤولي حزب الليكود والاحزاب اليمينية عندما كانوا في المعارضة ابان حكومة ايهود باراك، اعلنوا جهاراً، بعد ان اكتشفت كميات من الغاز الطبيعي بمقادير تجارية في بحر غزة، انه كان خطأً كبيراً اعطاء السيادة للسلطة الفلسطينية على المياه الاقليمية في قطاع غزة وبالتالي السماح لها باستغلال الثروات الباطنية هناك. وجاءت التطورات لتؤكد هذا التوجه من خلال اعادة اسرائيل فرض سيطرتها المباشرة على حقول الغاز الفلسطينية، ووضع حد لمساعي استغلال السلطة الفلسطينية لهذه الحقول، بعد ان ارست عقوداً مع شركات مصرية واوروبية لبدء التنقيب.
والخطير في الامر ان دراسة تحت عنوان "خطط اسرائيل الحربية للسيطرة على النفط العربي ـ عملية شيكيناه" وضعتها مجموعة بريطانية مؤيدة للحقوق الفلسطينية ونشرت على الشبكة الدولية في كانون الثاني 2002، تناولت خطة اسرائيلية لاحتلال منابع النفط في جنوب العراق، وهي في المضمون على الاقل لا تختلف عن خطة "حرية العراق" التي تنفذها الولايات المتحدة بمساعدة بريطانيا الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق