الجمعة، 27 مايو 2011

"مسيرة العودة".. فعل شعبي أقوى من التجيير

المستقبل - السبت 28 أيار 2011 - العدد 4009 - شؤون لبنانية - صفحة 5

http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=468746

أنيس محسن
يجمع قادة الفصائل الفلسطينية في لبنان على أن "مسيرة العودة" في 15 أيار (مايو) التي نظمت احياء لذكرى نكبة العام 1948 في مارون الراس، هي فعل شعبي فلسطيني انضوت الفصائل في اطاره "رغم محاولات تجييرها او استغلالها" من البعض. ويؤكدون ان الحشد فاق كل التوقعات، اذ فيما كان تقدير المنظمين ان المشاركة في المسيرة لن يتجاوز 20 الفا، راوح عدد المشاركين بين 50 و65 الفا، ما يعطي رسائل للجميع في كل الاتجاهات، فلسطينيا وعربيا ودوليا، وفي مقدمتها ان الفلسطينيين لن ييأسوا مهما طال الزمن ومهما استخدمت اسرائيل من عناصر القوة والسطوة وآزرتها الولايات المتحدة في ذلك، وهم لا يقبلون عن فلسطين بديلا، وبالتالي فلا مجال ولا يجب مواصلة التلويح بفزاعة التوطين، التي يرفضها الفلسطيني قبل أي احد اخر.
ويشدد هؤلاء على ان التحرك السلمي الذي حصل قابله الاحتلال الإسرائيلي، وكعادته، بعنف وارهاب دموي وتسبب في سقوط 6 شهداء واكثر من 120 جريحا. وفيما يتطلب رفع القضية الى اعلى المحافل الدولية ومعاقبة اسرائيل على جريمتها هذه، فإنه يؤكد لمن لا زال يساوره الشك، بأن إسرائيل غير معنية بالسلام.
وفي هذا السياق يؤكد ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة ان "المسيرة جاءت تأثرا بالربيع العربي والثورات العربية التي جرت بداية هذا العام في عدد من الدول العربية، وخصوصا أننا كفلسطينيين بعد مرور 63 سنة على النكبة لم يعد مقبولا أن نبقى صامتين على احتلال فلسطين وعلى الحرمان الذي نعيشه في الدول المضيفة".
ويشير عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" وأمين سرها في لبنان فتحي ابو العردات، أن "عنوان التحرك كان النكبة والعودة، وحق العودة هو حق فردي وجماعي، وقد تنادت مجموعة من الشباب والهيئات والمؤسسات لإحياء هذه المناسبة، وهناك قرار فلسطيني عام وجماعي بتأمين اوسع مشاركة في مناسبات وطنية كهذه".
ويصف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان مروان عبدالعال مسيرة 15 أيار (مايو) بأنها، "محاولة لاستعادة الأمل والقيم المرتبطة بالعلاقة بالوطن، وخصوصا في لبنان حيث يصور الفلسطيني على انه مجرد شخص يبحث عن لقمة يأكلها في بؤر من البؤس والحالة الامنية واعتباره فزاعة توطين".
ويقول عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، ان المسيرة حملت عددا من الرسائل: "أهمها لإسرائيل واميركا أنه لا يمكن شطب حق العودة.. ولا يمكن الرهان على الزمن لينسى الشعب الفلسطيني حقه هذا، والى المجتمع الدولي انه بات ملحا ان يضع حدا للعربدة الإسرائيلية ويعمل على تنفيذ كل القرارات خصوصا القرار 194 الذي يؤكد على حق العودة".
ولا ينفي قادة الفصائل الفلسطينية في لبنان وجود تجيير واستغلال للمسيرة، او اقله نوايا استغلال، لكنهم يجمعون أيضا على أن الصوت الفلسطيني في المحصلة هو الأقوى.
ويقول بركة: "بغض النظر عمَن استفاد من عرب ومسلمين من المسيرة، فإن المستفيد الأول هي القضية الفلسطينية. ويمكن تلمس هذا الأمر من خلال تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد المسيرة بأن الصراع لم يعد في الضفة وغزة إنما على إسرائيل نفسها".
ويقول أبو العردات "نحن قيمنا ما حصل، وبالتأكيد هناك اخطاء حصلت". يضيف "بالطبع كل جهة تقرأ التحرك على طريقتها، نحن كفلسطينيين لا نريد ان ندخل في تلك البازارات، وفي سياسات المحاور... ونحن نعلم ان هناك قوى تسعى الى التجيير والاستخدام، لكن رسالة الفلسطينيين اقوى: انها الخلاص من الاحتلال والعودة الى فلسطين".
ويعتبر عبدالعال، انه "في أي كل عمل جماعي هناك من يعمل على استغلال الوضع لمصلحته الخاصة، وهذا ينطبق على مسيرة حق العودة، سواء من قبل فصيل فلسطيني او جهات غير فلسطينية.. دائما هناك نزاع بين خطين: تقليدي وتجديدي، الخط التجديدي هو الذي تعبر عنه روحية الثورات العربية".
ويؤكد فيصل انه "بالنسبة لما يمكن ان يكون توظيفاً للمسيرة، يجب التذكير ان المبادرة كانت فلسطينية قبل ان تكون من اي طرف اخر، وكانت ظاهرة في الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية، التي بدأت عقب اندلاع الثورة في تونس ومصر وبروز دور ريادي للشباب العربي في قيادة هذه الانتفاضة".

السبت، 7 مايو 2011

دردشة على "فيسبوك" في ذكرى 7 أيار

============ أنيس محسن
هذه دردشة جرت صباح يوم 7 أيار 2011 على صفحة "فيسبوك" بيني وبين صديق ورفيق درب قديم، أيام كنا "ثوريين" نريد أن نغير العالم وأن نرى العدل يعم، والفرح ينتشر ويصيب كل بني الإنسانية، وخصوصا ان تعود فلسطين إلى أهلها.. أنا اليوم في بيروت وهو في بلاد أُخرى.. لأن هناك.. حيث كنا نرى المكان ذاك موقعاً عدواً.. يبدو انه الملجأ: اقتصاديا وفي مجال حرية التعبير.
بكل الأحوال، هنا الحوار الذي بدأه الصديق والرفيق القديم والباقي إلى الآن ورغم بعد المسافات، جرى على النحو التالي:
- هو يخاطب الجميع على صفحة "الفيسبوك": يعني 7 أيار مجيد علينا وعليكم.
• أنا: في مثل هذا اليوم كنا في جريدة "المستقبل" نراقب الحرائق في الشوارع الناتجة عن الإطارات "المُقاوِمَة" المشتعلة، وبعد يومين من 7 أيار (أي في التاسع منه) كنا نعاني حريقا في مبنى الجريدة ناتج عن قذائف "مُقاوِمَة".. والله سترنا من الموت!
- هو: في مثل هذا اليوم كان علي ان اعطي من لندن توجيهاتي للعائلة من أين تسلك وكيف تهرب.. كنت أظن أن ساقية الجنزير بعيدة عن نطاق اي معركة، ولكن "أبو خشبة" خذلني.. وفي مثل هذا اليوم كان قلبي مشغول أيضا على كثير من الأعزاء يا عزيزي... ليش بيحتفلوا بـ13 نيسان جماعات اللاحرب، مش عارف، مفروض يقولوا 7 أيار تنذكر وما تنعاد.
- هو: إيه يا أنيس ومن سلمكم انذار بولغانين؟
- هو: واللا بلاش هالسؤال؟
• أنا: في 9 أيار، وقبل الفجر بقليل، اتى ديكٌ راكباً دراجة آلية، وصاح بنا: "مستقبل سلم تسلم". لم أسلم نفسي لأنني لست من (تيار) "المستقبل"، وأيضا كنت في مبنى مجاور، لكن عمر، كان في المبنى ويبدو أنه مثلي اعتبر أن صياح الديك قبل وقته بنحو ساعتين، لا يعنيه لأنه ليس من (تيار) "المستقبل" ايضا، لكن بعد قليل من صياح "الديك المُقاوِم" انهمر الرصاص وانهالت القذائف.. راقبته يمزق المبنى، وسمعت صرخات الزملاء الذين كانوا لا يزالون في المبنى.. ثم بدأ الدخان يتصاعد.
- هو: انا اتصلت بعمر قلتللو شو بدي قلك يا عزيزي.. غير قلبي معك.. ناسي اذا كان بعدو محاصر او تم اجلاؤه.
- هو: هللق بالعودة لساقية الجنزير اهضم شي كانوا الاشتراكية لأنو خبروني إنو كانو مستنفرين بـ6 ايار، بس 7 ايار ما كان في حدا منهم حتى اللي عم يلعبو ورق بالشارع كانوا افرنقعوا..
• أنا: المنزل حيث اسكن، وهو في رمل الزيدانية، يبعد 25 دقيقة مشياً على الأقدام، لكن كان التواصل مستحيلا إلا عبر الهاتف.. كنت أحاول استعادة ما عرفته قديما من إجراءات الحماية، وهو قليل بكل الأحول، وأوجه زوجتي وابني إلى أي زاوية في المنزل يمكن أن يلتجئا، لأكتشف لاحقا أنه لم تحدث معركة، لأن لا أحد واجه "المقاومين" الزاحفين نحو الأحياء "المستقبلية"، إذ لم يكن من سلاح للمواجهة، وأن أصوات الرصاص والقذائف كان للتسلية لأن "الشباب المقاومين" زهقوا وأرادوا أن يتسلوا قليلاً.
- هو: كيفو ساري يا أنيس؟ بتذكره كان بعدو ما بيمشي لمّا كنت بطريق الجديدة أنت.. هيدا لمّا كنت تعلمني حضرتك إنو الكل في المواجهة...
• أنا: ساري كبر، وهو في المواجهة على طريقته.. ولا زلت أنا في المواجهة.. وأُعَلِّم من يريد أننا في مواجهة مستمرة، كل على طريقته.. وكل على قدر ما يستطيع.. وأنت أذكرك دائما لأنك كنت ثورياً زيادة شوية عن اللزوم... وأعتقد أنك لا تزال ثورياً على طريقتك لكن بنضوج أكبر.
- هو: هم حرفوا المواجهة وشوهوا الاحلام وسرقوا إسم الوطن ليغطوا فيه مشاريع بشعة.. على كل حال هذا حديث آخر.
... ثم آن وقت انقطاع الكهرباء في بيروت.. حيث أسكن، وانتهت الدردشة.

الثلاثاء، 3 مايو 2011

نموذج من هتافات المتظاهرين في سوريا

أبرزت الهتافات والشعارات التي اطلقت في تظاهرات "جمعة الغضب" في 29 نيسان (ابريل) 2011، رداً على اقتحام درعا وحصارها اعتباراً من 25 نيسان (ابريل)، صورة حقيقية عن البعد المدني المسالم للتظاهرات والمتظاهرين، وليس كما يحاول النظام عبر وسائل اعلامه ووسائل الإعلام التابعة له في خارج سوريا وبعض المواقع الاخبارية، أن يزعمه من ان تلك التظاهرات ما هي الا تحركات يقودها مسلمون متطرفون. وهنا بعض الهتافات في بعض المناطق كما وردت في تقرير يومها على وكالة "أسوشييتد برس إنترناشونال":
• في محلة الميدان في دمشق هتف المشاركون "ليش خايفين" و"فكوا الحصار"، في إشارة الى الحصار على درعا. وفي حي القابون علت هتافات "عالجنة رايحين شهداء بالملايين" و"الله أكبر، حرية". وبث مقطع فيديو لتظاهرة في حي القدم عند المدخل الجنوبي لدمشق برزت فيها لافتات كتب عليها "لا سلفية ولا إرهاب ثورتنا ثورة شباب أحرار" و"لا للتدخل الأجنبي نعم للحرية"، و"الموت ولا المذلّة" و"الشعب يريد إسقاط النظام".
• وهتف متظاهرون في سقبا في دوما بريف دمشق "لا سلفية ولا إرهاب الإعلام السوري كذاب"، في إشارة الى اتهام السلطات السورية "مجموعات إرهابية متطرفة" بالوقوف وراء أحداث الشغب وبتحريك التظاهرات.
• في حمص هتف المشاركون "بشار معكن والله معنا" و"إرحل إرحل" و"سوريا حرة، بشار يطلع برا".
• وفي تلبيسة قرب حمص حيث طالب المتظاهرون بـ"محاكمة القتلة".
• في حماه، طالب المشاركون في التظاهرات بفك الحصار عن درعا وبإسقاط النظام، وأخرى في السلمية القريبة رفعت فيها لافتات ترفض التدخّل الأجنبي وتشدد على الوحدة.
• في القامشلي ركزت اللافتات فيها على الوحدة والديموقراطية ومهاجمة الإعلام الرسمي.
• في بانياس حمل المتظاهرون الورود وقال أحد الأشخاص عبر مكبر الصوت "نحن سلاحنا الورود".
• في تل كلخ قرب الحدود اللبنانية الشمالية "ما منحبك ما منحبك ارحل عنا أنت وحزبك" و"يا بشار باي باي بدنا نشوفك في لاهاي" و"صبوا المي بالمتّة بشار رايح ع جدة". وكان لافتاً هتاف المتظاهرين ضد أميركا وإيران حيث هتفوا "لا أميركا ولا إيران تركونا نعيش بأمان" و"يا أميركا ويا إيران حلّوا عنا وعن لبنان".