السبت، 3 مارس 2012

ازمة "اليسار الممانع"



"اليسار الممانع" يبرر موقفه السلبي من الحراك العربي بأنه جرى اختطاف الثورات..
السؤال الموجه لـ"اليسار الممانع" هل شكلتم البديل عندما وصل مشروع "فتح" الليبرالية في فلسطين الى آزمة.. هل شكلتم البديل عندما سقط نظام مبارك وبن علي الفاسد في مصر وتونس.. هل كنتم البديل لعلي عبدالله صالح في اليمن، هل مثلتم اي حالة متقدمة في مرحلة ما بعد الممانع الاول القذافي في ليبيا..
وقبل ذلك عندما اطاح الاميركيون بصدام في العراق.. هل كان "اليسار الممانع" البديل الشعبي والمقاوم.. ام ان البديل كان، وبسبب غياب اليسار هذا، التحول الى مجتمع تحكمه الغرائزية الطائفية من قبل الثنائية الشيعية والسنية..
ان السؤال هو: هل راجع اليسار مسيرته اصلا ليحدد مساره.. لقد اجرى الاسلاميون رغم اقصائهم منذ خمسينيات القرن الماضي، مراجعة مكنتهم من اكتشاف ان قوتهم بالعمل مع الجماهير وخصوصا الاكثر تهميشا.. فجاءت النتائج التي فاجأت "اليسار الممانع" وفجعته.. بأن الإقصاء جاء عبر صناديق الاقتراع وليس عبر السلطات الأمنية في الأنظمة البائدة..
وقبل ان يصبح الإقصاء هذا قدرا لليسار ونهاية مسيرة فيها الكثير من التضحية كما فيها الكثير من الاخطاء والخطايا، على اليسار ان يسارع الى قراءة نفسه ثم التطورات فتجربة الخصم الفكري، واكتشاف عناصر ازمته، البنيوية اصلا، وربما كان المستقبل حليفا له، والا فعلى اليسار السلام، وسيكون مستقبل الصراع السياسي الداخلي بين الاسلاميين والليبراليين العلمانيين فقط