السبت، 7 مايو 2011

دردشة على "فيسبوك" في ذكرى 7 أيار

============ أنيس محسن
هذه دردشة جرت صباح يوم 7 أيار 2011 على صفحة "فيسبوك" بيني وبين صديق ورفيق درب قديم، أيام كنا "ثوريين" نريد أن نغير العالم وأن نرى العدل يعم، والفرح ينتشر ويصيب كل بني الإنسانية، وخصوصا ان تعود فلسطين إلى أهلها.. أنا اليوم في بيروت وهو في بلاد أُخرى.. لأن هناك.. حيث كنا نرى المكان ذاك موقعاً عدواً.. يبدو انه الملجأ: اقتصاديا وفي مجال حرية التعبير.
بكل الأحوال، هنا الحوار الذي بدأه الصديق والرفيق القديم والباقي إلى الآن ورغم بعد المسافات، جرى على النحو التالي:
- هو يخاطب الجميع على صفحة "الفيسبوك": يعني 7 أيار مجيد علينا وعليكم.
• أنا: في مثل هذا اليوم كنا في جريدة "المستقبل" نراقب الحرائق في الشوارع الناتجة عن الإطارات "المُقاوِمَة" المشتعلة، وبعد يومين من 7 أيار (أي في التاسع منه) كنا نعاني حريقا في مبنى الجريدة ناتج عن قذائف "مُقاوِمَة".. والله سترنا من الموت!
- هو: في مثل هذا اليوم كان علي ان اعطي من لندن توجيهاتي للعائلة من أين تسلك وكيف تهرب.. كنت أظن أن ساقية الجنزير بعيدة عن نطاق اي معركة، ولكن "أبو خشبة" خذلني.. وفي مثل هذا اليوم كان قلبي مشغول أيضا على كثير من الأعزاء يا عزيزي... ليش بيحتفلوا بـ13 نيسان جماعات اللاحرب، مش عارف، مفروض يقولوا 7 أيار تنذكر وما تنعاد.
- هو: إيه يا أنيس ومن سلمكم انذار بولغانين؟
- هو: واللا بلاش هالسؤال؟
• أنا: في 9 أيار، وقبل الفجر بقليل، اتى ديكٌ راكباً دراجة آلية، وصاح بنا: "مستقبل سلم تسلم". لم أسلم نفسي لأنني لست من (تيار) "المستقبل"، وأيضا كنت في مبنى مجاور، لكن عمر، كان في المبنى ويبدو أنه مثلي اعتبر أن صياح الديك قبل وقته بنحو ساعتين، لا يعنيه لأنه ليس من (تيار) "المستقبل" ايضا، لكن بعد قليل من صياح "الديك المُقاوِم" انهمر الرصاص وانهالت القذائف.. راقبته يمزق المبنى، وسمعت صرخات الزملاء الذين كانوا لا يزالون في المبنى.. ثم بدأ الدخان يتصاعد.
- هو: انا اتصلت بعمر قلتللو شو بدي قلك يا عزيزي.. غير قلبي معك.. ناسي اذا كان بعدو محاصر او تم اجلاؤه.
- هو: هللق بالعودة لساقية الجنزير اهضم شي كانوا الاشتراكية لأنو خبروني إنو كانو مستنفرين بـ6 ايار، بس 7 ايار ما كان في حدا منهم حتى اللي عم يلعبو ورق بالشارع كانوا افرنقعوا..
• أنا: المنزل حيث اسكن، وهو في رمل الزيدانية، يبعد 25 دقيقة مشياً على الأقدام، لكن كان التواصل مستحيلا إلا عبر الهاتف.. كنت أحاول استعادة ما عرفته قديما من إجراءات الحماية، وهو قليل بكل الأحول، وأوجه زوجتي وابني إلى أي زاوية في المنزل يمكن أن يلتجئا، لأكتشف لاحقا أنه لم تحدث معركة، لأن لا أحد واجه "المقاومين" الزاحفين نحو الأحياء "المستقبلية"، إذ لم يكن من سلاح للمواجهة، وأن أصوات الرصاص والقذائف كان للتسلية لأن "الشباب المقاومين" زهقوا وأرادوا أن يتسلوا قليلاً.
- هو: كيفو ساري يا أنيس؟ بتذكره كان بعدو ما بيمشي لمّا كنت بطريق الجديدة أنت.. هيدا لمّا كنت تعلمني حضرتك إنو الكل في المواجهة...
• أنا: ساري كبر، وهو في المواجهة على طريقته.. ولا زلت أنا في المواجهة.. وأُعَلِّم من يريد أننا في مواجهة مستمرة، كل على طريقته.. وكل على قدر ما يستطيع.. وأنت أذكرك دائما لأنك كنت ثورياً زيادة شوية عن اللزوم... وأعتقد أنك لا تزال ثورياً على طريقتك لكن بنضوج أكبر.
- هو: هم حرفوا المواجهة وشوهوا الاحلام وسرقوا إسم الوطن ليغطوا فيه مشاريع بشعة.. على كل حال هذا حديث آخر.
... ثم آن وقت انقطاع الكهرباء في بيروت.. حيث أسكن، وانتهت الدردشة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق