الاثنين، 29 أكتوبر 2012

أيها اللبنانيون كفّوا عن زج الفلسطينيين في مشاكلكم

أنيس محسن

الفلسطينيون يفضلون قراءة جريدة "الأخبار" اللبنانية عن غيرها.. لأنها "ممانعة" وتشتم إسرائيل وأميركا.
في "الأخبار" في 29/10/2012 كان ثمة من يشيد بموقف وزيرة الخارجية الأميركية والسفراء الأوروبيين الرافضين لتغيير حكومة نجيب ميقاتلي، الممثل فيها بقوة "حزب الله" وأطراف أحزاب من بقايا "الحركة الوطنية اللبنانية" و"انعزاليين تائبين".
بل أن الصديق إبراهيم الأمين في مقالته "أزمة 14 آذار: إحباط على الطريقة المارونية" يرى أن "هناك أعدادا إضافية من المشاركين غير اللبنانيين، من فلسطينيين وسوريين" شاركوا في نشاطات 14 اذار في وسط بيروت...
لماذا هذا الزج بالفلسطينيين دائما تارة من قبل صحافة 14 آذار وتارة اخرى بواسطة اعلام 8 آذار- يا عمّي فكّوا عنّا- نحن لا نريد وغير راغبين ومستنكفين ورافضين لأي دور في المشاكل اللبنانية، وان شارك فلسطيني ما في اي تحرك، سواء لمصلحة 8 او 14 اذار والكل يعرف ان ثمة فلسطينيين مؤيدين لـ"الممانعة" أو لـ"الاعتدال"، هذا التحرك لا يمثل سوى من شارك به، علما ان مشاركات كتلك هي نادرة.
مثلا خلال احداث طريق الجديدة يوم الأحد قبل الماضي، اتهم الفلسطينيون بالمشاركة بالسلاح الثقيل في الاشتباكات... الكل يعلم انه ليس لدى الفلسطينيين سلاحا ثقيلا!! ثم قتل فلسطيني كان على دراجة، لم يكن مسلحا، انما وجد في زمان ومكان خاطئين، فسارع رسميون واعلاميون باعلان مقتل فلسطينيين حاولوا مهاجمة قوة من الجيش اللبناني.. كل التحقييقات، رغم بيان رسمي من جهة امنية، تشير الى انه مدني يعمل جزارا في صبرا وكان متوجها الى مسلخ بيروت. الفيديو المسرب يؤكد انه اصيب برأسه وكان ممدا على الارض ولا يوجد سلاح الى جانبه!!
رئيس "التيار العوني" ميشال عون اعلن في "مانيفيستو" عقب اجتماع لتكتله، ان 70 فلسطينيا و30 عنصرا من الجيش السوري الحر شاركوا في اشتباكات طريق الجديدة. بيان الجيش اللبناني تحدث عن اعتقال 4 فلسطينيين يشتبه بمشاركتهم في احداث طريق الجديدة ليل 21 - 22 تشرين الأول الجاري.
بات من المطلوب، بل الملح ان يتحمل قادة الفصائل وهيئات المجتمع المدني الفلسطينية المسؤولية وان يتصدوا بكل وسيلة سلمية ممكة، عبر الاتصالات المباشرة، و/أو فضح الجهات المحرضة، اعلاميا وشعبيا بغض النظر عن موقعها في "الممانعة" و"الاعتدال"، التي تعمل على زج الفلسطينيين في احداث ليس لهم فيها ناقة او جمل، انما فقط لإثارة الغرائز ودائما لاتهام طرف محلي بأنه لا يمتلك شعبية، ولذلك فهو يجند "الأغراب"... و"أغراب" لبنان منذ عقود هم الفلسطينيون، ثم السوريون، وقد نجد لاحقا "أغرابا" من جنسيات اخرى.
29/10/2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق