الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

عبدالله لـ"المستقبل": دعمنا قرار الجامعة العربية تجنّباً للتدويل

المستقبل - الاربعاء 16 تشرين الثاني 2011 - العدد 4175 - شؤون لبنانية - صفحة 6

أنيس محسن
أكد سفير فلسطين في لبنان عبدالله عبدالله أن تصويت منظمة التحرير لمصلحة قرار المجلس الوزاري العربي تعليق عضوية سوريا في هيئات الجامعة، تأكيد للإجماع ورفض التدخل الخارجي في الربيع العربي، معتبرا أن "الربيع العربي" هو ثورة كرامة وحرية وعدالة".
وأكد خلال زيارة أمس الى جريدة "المستقبل" حيث التقى هيئة التحرير، الإصرار على أن "لا يكون الفلسطينيون طرفا في أي خلاف في لبنان".
وبشأن التحرك الفلسطيني دولياً، قال: "حرصنا على عدم رفع سقف التوقعات بشأن تحركنا الدولي"، أما في الشأن الداخلي الفلسطيني، فقال: "نواصل محاولة إنهاء الإنقسام الفلسطيني رغم كل العقبات".
استهل عبدالله اللقاء بشكر "المستقبل" على تغطيتها المميزة للموضوع الفلسطيني، وتناول ثورات "الربيع العربي"، معتبرا أن "حالة كل دولة ممكن التعامل معها على حدة، وما ينطبق في مكان قد لا ينطبق في آخر. وقال إن "ما حدث ضروري وكان يجب ان يحدث قبل وقت طويل. وفيما الثورات القومية في عقد الخمسينات والستينات من القرن الماضي لم تحدث التغيير المطلوب، فإن ما يجري الآن يثبت أن العرب ما زالوا موجودين".
ورأى ان "الربيع العربي" هو ثورة كرامة وحرية وعدالة".
وقال: "إن الغرب تفاجأ في الثورات العربية الحالية، لكنه شرع في التعامل معها، بهدف الحيلولة دون السماح للحراك العربي بأن يكون في مصلحة الأمة العربية"، مشددا على ضرورة "التحصن ضد التدخل الأجنبي"، ملقياً على الإعلام "مسؤولية في لعب دور في هذا السياق".
وفي الشأن السوري، رأى أن "الوضع ذاهب نحو التغيير الحتمي، والسؤال هو متى؟"، معتبراً أن "وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعترف خلال مؤتمره الصحافي (أول من أمس) بأن في سوريا هناك أزمة، وأن الحل يجب أن يكون عربياً". وأوضح أن "لدى الفلسطينيين حساسية مفرطة من التدخل الغربي في الشأن العربي، آخذا مثلي العراق وما انتهى إليه وليبيا والدمار الذي لحق بالبنى التحتية والإجتماعية فيها"، داعياً بالتالي الى "اللجوء لحل عربي للحيلولة دون الدخول الغربي الى ملفات ثورات "الربيع العربي". وقال: "إن العمل العربي المشترك يقتضي وجودا قويا لمصر، وإن دور مصر يجب أن يتعزز بإسناد سوري، ولذلك يتوجب المحافظة على الدولة السورية وعدم السماح بتفتتها". وأكد أن "الدور العربي في الحل يمنع الإنزلاق ألى حروب أهلية".
وعن الموقف الفلسطيني مما يجري في سوريا، قال: "إن الموقف نفسه إزاء كل ما يجري، وهو احترام خيارات الشعوب، على أن لا يكون الفلسطينيون طرفا في الشأن الداخلي، تماما كما لا نقبل أن يتدخل أحد بشؤوننا".
وعن تأييد فلسطين لقرار مجلس الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا في هيئات جامعة الدول العربية، قال السفير عبدالله: "الموقف الصحيح أن نكون مع إجماع 18 دولة عربية والخطأ أن نكون ضده.. ثم أن تأييدنا للقرار لقناعتنا بأن القرار يحول دون تدويل الأزمة".
ونفى أن "يكون الفلسطينيون تخلوا عن رئاستهم للمجلس الوزاري لمصلحة قطر في إطار تمرير قرار مجلس الجامعة"، وقال: "لم نتخل عن رئاستنا لمصلحة سوريا، فقد كنا مشغولين في متابعة ملف طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، ولم يكن في حينه ملف سوريا مطروحا أساسا على الجامعة العربية".
وفي الشأن اللبناني، أكد عبدالله، أن "الفلسطينيين، كما هو الوضع في سوريا، لا يريدون أن يكونوا طرفا في أي خلافات داخلية"، مشيرا الى "وجود قرار فلسطيني شامل برفع الغطاء عن أي مخل بأمن المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأن يسلم الى السلطات اللبنانية المختصة".
وتناول خلال الدردشة أيضا، ما يجري فلسطينيا على الساحة الدولية، مشيراً الى ان "منظمة التحرير كانت مصرة منذ البداية على عدم رفع سقف التوقعات بشأن الذهاب الى الأمم المتحدة"، وقال إنه "حتى لو تمكن الفلسطينيون من جمع 9 أصوات في مجلس الأمن ولم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" فإن ذلك لن يعني، إن حصل، أن الدولة الفلسطينية باتت واقعا موجودا، انما يجب ان يتواصل النضال بكل أنواعه: المقاومة وفق طبيعة المرحلة، والعمل الديبلوماسي".
وأشار، في هذا السياق، إلى أن "كل الدول العربية ضغطت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدف إقناعه بعدم الذهاب الى نيويورك، وبعد أن ذهب وألقى خطابه هناك، أيده الجميع".
وشدد عبدالله على أن "منظمة التحرير صلبة في موقفها، وأن المعركة هي معركة عض أصابع "ونحن لن نصرخ، ونأمل أن يتحسن الوضع نحو الأفضل".
داخليا، أكد السفير الفلسطيني على "إصرار منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وحركة "فتح" على مواصلة المحاولات لإنهاء الإنقسام الداخلي"، مشيراً إلى أن "البعض في حركة "حماس" يقف ضد المصالحة لأنه يرى أن التحولات العربية هي لمصلحة التيار الإسلامي، وبالتالي لماذا يعطون التيار العلماني ما يمكنه مجددا من قيادة دفة العمل الوطني، وهذا خطأ كبير"، ولفت إلى أن "إسرائيل راهنت منذ أن انسحبت من غزة من طرف واحد، وإلى الآن على الإنقسام الفلسطيني".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق